الغوص في الداخل : ليه التحليل الداخلي هو الخطوة الأخيرة قبل ما تحط استراتيجيتك؟
  • By food-experts
  • October 16, 2025
  • No Comments

الغوص في الداخل : ليه التحليل الداخلي هو الخطوة الأخيرة قبل ما تحط استراتيجيتك؟

الغوص في الداخل : ليه التحليل الداخلي هو الخطوة الأخيرة قبل ما تحط استراتيجيتك؟
 
أحمد سمير رجب – خبير تسويق غذائي، مؤسس ومدير شركة فوود اكسبرتس
 
في مقالاتنا اللي فاتت، حكينا عن الأساسات اللي لازم يتحطوا لأي شركة بتفكر في مشروع جديد أو بتراجع استراتيجيتها:
تبدأ بنظرة شاملة على السوق العالمي، بعدين تتحقق من إمكانية سلسلة الإمداد قبل ما تفرح بإشارات الطلب، وتغوص في دراسات المنافسة والمستهلك.
الخطوات دي بتبني لك “السياق الخارجي”، وبتوضح لك ساحة اللعب.
لكن، مهما كانت الفرصة برا شكلها مغري… لازم تسأل سؤال بسيط، لكنه مفصلي:
“إحنا جاهزين؟”
هل الشركة، بكل مكوناتها، فعلاً قادرة تنفّذ الفرصة دي؟
هنا بييجي دور التحليل الداخلي — مش كفكرة نعملها بعدين لما خطوط الانتاج تيجي واو لما المطعم يفتح، لا دي نظارة أخيرة بتلبسها قبل ما تكتب الاستراتيجية.
التحليل الداخلي مش رفاهية.
لأنه ببساطة، الاستراتيجية اللي مش مبنية على فهم حقيقي لقدراتك… يا إما هتكسرك، أو تهدر فرص كنت تقدر تعملها.
لو حلمت أكتر من قدراتك، هتنهار.
ولو قللت من طموحك رغم قوتك، هتضيع فرص.
عشان كده، بنستخدم أدوات زي SWOT وTOWS مش عشان نكتب تقارير، لكن عشان نفهم ذاتنا.
SWOT بيكشف لنا نقاط القوة والضعف جوه الشركة، وكمان الفرص والتهديدات اللي شوفناها برا.
وTOWS بيربط ده كله ببعض — يوصلك من الداخل للخارج.
النتيجة؟
استراتيجية مش بس كبيرة، لكن مناسبة وممكنة.
إحنا شوفنا ده على أرض الواقع في كذا مشروع اشتغلنا عليه في Food-Xperts.
________________________________________
Spuds
مشروع Spuds مثل رائع.
الفريق المؤسس بقيادة سامي الأنصاري كان بيخطط يطلق منتج شعيرية عالي الجودة (glass noodles) موجه للمستهلك مباشرة، كامتداد لنشاطهم الصناعي في مجال اخر.
لكن بعد تحليل متكامل: مقارنة عالمية، بحث محلي، وتقييم داخلي… اكتشفنا إن كوادرهم و قدراتهم المالية والفريق اللي معاهم أكبر بكتير من حجم الفكرة دي.
المصنع والإمكانيات والفريق… كلهم جاهزين لحاجة أكبر وأقوى.
فحوّلنا الاتجاه لصناعة شيبس “كيتل كوك” عالي الجودة — قطاع كان شبه مهجور في مصر وقتها.
والنتيجة؟
Spuds بقى قائد في مجاله، وسبق حلمه الأول بأشواط.
السر؟ إن الاستراتيجية كانت ماشية على مقاسه.
________________________________________
Sauce Tree: لما المطبخ يسبق خط الانتاج
Sauce Tree كان عندهم وصفات مبهرة ورؤية واضحة.
الخطة كانت نطلق خط صوصات مميز.
لكن التحليل الداخلي كشف إن الجاهزية التشغيلية والتوزيعية مش كافية دلوقتي للمنتج ده.
بدل ما نكابر ونكمل، عدّلنا الاتجاه لمجموعة منتجات فراخ متبلة بنكهات عالمية.
الفكرة دي نزلت على مقاس قدراتهم في تطوير الطعم، وركبت على خط تمري اللي هو أصلًا جزء من نفس الكيان.
النتيجة؟
منتجات ناجحة من أول يوم، ومستقبل واعد.
________________________________________
Three Chefs Tuna: لما اسم البراند مش كفاية
الشركة قررت تطلق خط تونة، معتقدين إن الاسم القوي كفاية للنجاح.
الجودة كانت ممتازة، تنافس علامات عالمية،
لكن قنوات البيع والتوزيع كانت مبنية لسوق تاني.
النتيجة؟
فجوة بين الحلم والتنفيذ… وخسارة مش بسيطة.
________________________________________
Temry: لما العلامة عندها كتير بس لازم يبان عليها و تقوله
تمري، علامة كبيرة عند الناس،
الورش اللي عملناها كشفت عن ضرورة لكتابة استراتيجية و اضحة لتوحيد الرؤية و بناء خطة متكاملة على حجم الشركة بل و الدفع بعناصر في فريق العمل تقدر تشيل الشيلة.
النتيجة؟
علامة مكسرة الدنيا ماشاء الله.
________________________________________
الخلاصة؟
كل الأمثلة دي بتقول نفس الحقيقة:
الاستراتيجية من غير تحليل داخلي… نوع من التمني.
مش كفاية تعرف السوق، لازم تعرف نفسك.
مين فريقك؟ ثقافتك؟ أنظمتك؟ قوتك؟ وحدودك؟
لما تفهم كل ده، تقدر تكتب استراتيجية على قدّك، مناسبة ليك، وقابلة للتنفيذ، مش بس للحلم.
التحليل الداخلي مش فصل مستقل، لكنه تتويج لكل اللي قبله.
هو اللحظة اللي الفرصة اللي برا بتقابل الحقيقة اللي جوا.
ومن اللحظة دي… بتبدأ الاستراتيجية الحقيقية.