- By food-experts
- October 19, 2025
- No Comments
تمري.. “لسه في أحسن”
تمري.. “لسه في أحسن”
أحمد سمير رجب – خبير تسويق غذائي، مؤسس ومدير شركة فوود اكسبرتس
أغلب علاقتنا بعملائنا بتتحول لصداقة، مش علاقة عمل تنتهي بإنجاز مشروع… من شغل لصداقة، ثم إلى أخوّة، قائمة على تقدير عميق واحترام متبادل.
ودي كانت رحلتي مع خالد العناني، أحد الملاك الرئيسيين والعضو المنتدب لشركة الدقهلية للدواجن، المالكة للعلامة التجارية “تمري”.
العمل مع خالد كان مختلفًا، لأنه لم يتعامل مع التسويق كحاجة شكلية أو تكميلية، بل آمن من البداية أن التسويق هو البوصلة التي تُحدد الاتجاه عشان تتحرك السفينة.
بدأنا معًا بمشروع، ثم امتد إلى مشروع ثانٍ، ثم ثالث… حتى أصبحت العلاقة بيننا أكثر من مجرد شراكة عمل، بل صداقة وعلاقة عقل وقلب امتدت لأكثر من ثلاث سنوات من العمل الحقيقي، العميق، المتواصل ثم استمرت الاخوة لما بعد ذلك.
من خلال طبيعة عملي، زرت مجازر دواجن و مصانع لحوم و دواجن كتير في أوروبا رأيت النماذج الألمانية والهولندية والفرنسية في إدارة المجازر و التصنيع وزرت الطفرة التي احدثتها اوروبا الشرقية بالمجال ايضاً.
و لما زرت “تمري”، كنت شايف بوضوح أن المجزر لا يقل بل يتفوق على كثير من تلك النماذج.
تمري تمتلك اليوم مجزرًا هو الأحدث والأفضل في الشرق الأوسط، بتصميم تكنولوجي متقدم، ونُظم تشغيل تتفوق احياناً عن المجازر الأوروبية الحديثة.
وفي أغلب المشاريع، نُستدعى عادةً بعد أن تُشترى خطوط الإنتاج بالفعل و غالباً تكون غير مناسبة، مما يدخلنا في صراع تسويقي صعب: نحاول تكييف المنتجات مع سوق لم تُصمم له بالأساس.
لكن مع تمري، ولأن فلسفة العمل كانت مختلفة، كان الاستثمار مبنى على فلسفة الامتياز.
الرؤية كانت فعلاً ثاقبة
رؤية خالد العناني كمدير قبل ان يكون رجل اعمال و صاحب عمل ، ومن قبله رؤية الأستاذ محمود العناني كمؤسس، الذي قرر أن الشركة لا تكتفي بأن تكون “جيدة”، بل تسعى لأن تكون “الأفضل”.
وهنا ظهرت الفلسفة العميقة اللي اتكتبت في احد اهم الكتب الإدارية:
Good to Great، الذي يقول بوضوح:
“The first enemy of the great is not the bad, it’s the good.”
أكبر عدو للامتياز ليس السيء و الرديء، بل الاكتفاء بما هو جيد.
كان مخرج فيلم ديزني الشهير Ratatouille بيشرح ازاي الفيلم خرج بالشكل الاستثنائي ده و حصد جوائز كتير و ابهر العالم ، كان بيقول كنا كل لما نخلص مشهد و نسقف لبعض و الكل يرضى عن النتيجة كنت استأذنهم ان “لسة في احسن” و يكملوا في تجويد العمل حتى خرج بالصورة اللي شفناها.

و”تمري” من اللحظة الأولى، قررت ألا ترضى بالجيد.
وأصعب، وأشجع قرار في هذا الطريق، كان الاستثمار في تبريد الهواء بدلاً من التبريد بالماء التقليدي.
قرار مكلف ماديًا، نعم.
لكن أثره على الجودة لا يمكن مقارنته:
• التبريد بالهواء يحافظ على النكهة الطبيعية.
• يمنع امتصاص المياه الزائدة، فيقدم وزنًا حقيقيًا للمنتج، مش بتشتري كيس ماية على هيئة فرخة.
• يقلل جداً جداً فرص التلوث البكتيري، ويخلي مدة صلاحية المنتج. حقيقية.
• يحافظ على القوام المثالي للطهي، ويمنح تجربة طبخ أعلى.
باختصار: كان القرار أن كل مجهود الاستثمار في التربية، والرعاية، والتغذية، والتحصينات، لا يُهدر عند آخر خطوة، بل يُتوج بجودة نهائية استثنائية، عشان يخرج لنا وجبة بدون زفارة ، طعمها ممتاز ، جودتها لامثيل لها.
انك تاكل فرخة من غير ريحة زفارة دي رحلة طويلة بتأكد لك من غير تعقيدات ان رحلة الفرخة دي لغاية عندك كانت مثالية و تأكلها لولادك و انت متطمن.

ومع وجود هذه الفلسفة الفكرية و الاستثمارية و الإنتاجية القوية، بدأنا دورنا كفوود اكسبرتس و احنا عاشقين للشركة و البراند:
ورغم اننا عندنا خبرة “بفضل الله هائلة” في الصناعة دي بسبب عملي على اهم 3 شركات بالمجال في الشرق الاوسط على مدار رحلتي المهنية، الا اننا في فوود اكسبرتس معندناش حلول معلبة جاهزة و بدأنا برحلة الدراسات العميقة:
• حدثنا دراستنا للسوق العالمي: سلوك المستهلكين، اتجاهات الصناعة، شروط الجودة العالمية.
• ثم السوق المحلي: منافسيه، ثقافته، فرصه وتحدياته.
• ثم الغوص عميقًا في تصنيف العملاء ليس فقط ديموغرافياً، بل سيكوجرافياً، لفهم السلوك والوجدان والدوافع.
• وأخيرًا دراسة الإمكانيات الحقيقية للمصنع، من موارد بشرية إلى طاقات تشغيلية و كل اللي فصلناه من شوية.
وكنا أمام فرصة نادرة: أن نرسم استراتيجية و تترجم لهوية بصرية و سياسة تطوير منتجات و سياسة تسعير و خطة عمل تنطلق متناغم.
ولم يكن الطريق ليكتمل دون دعم المنظومة بعناصر بشرية قادرة على حمل الرؤية، فكان الدفع بأحد أعمدة Food-Xperts وهو الشريك العزيز محمد أبو سيف، الذي انتقل من صفوف فوود اكسبرتس و تولى رئاسة قطاع التسويق للمجموعة، ليقود الانتقال من مرحلة البناء إلى مرحلة الانتشار بقوة واستمرارية.
ولم يكن الطريق ليكتمل أيضًا دون الدعم الكبير الذي قدمه بيتهوفن طايل وشركته الاستشارية على مستوى المجموعة، حيث شكلت جهودهم المتواصلة دعامة أساسية امتدت عبر جميع مراحل العمل.
ولاحقًا، ازداد مسار تمري ثباتًا مع انضمام أحمد صبحي حميدو على مستوى استشاري رفيع، حيث أضاف بخبرته ورؤيته المتجددة قيمة حقيقية إلى نمو تمري وتطورها.
“تمري” اليوم ليست مجرد علامة دواجن او مصنعات أخرى في السوق.
“تمري” هي تجسيد حقيقي لفلسفة:
“لسه في أحسن”
طالما أن هناك خطوة إضافية نحو الكمال، لا مجال للرضا، ولا مكان للراحة المؤقتة.
ومادام الحلم لم يكتمل، سنبقى دائمًا نبحث عن “الأحسن”… ونعمله.
