فهم الاتجاهات العالمية: أول خطوة في طريق النجاح المحلي
By food-experts
October 19, 2025
No Comments
فهم الاتجاهات العالمية: أول خطوة في طريق النجاح المحلي
فهم الاتجاهات العالمية: أول خطوة في طريق النجاح المحلي
أحمد سمير رجب – خبير تسويق غذائي، مؤسس ومدير شركة فوود اكسبرتس
في عالم بيجري بسرعات عنيفة، عالم اتلغت فيه المسافات بين الأسواق والناس، مابقاش فيه رفاهية إنك تبص في محيطك الضيق بس وتقول “أنا كده تمام”.
النهاردة، اللي عايز ينجح محليًا لازم يفتح عينه على اللي بيحصل عالميًا، مش من باب الفضول، لكن من باب فهم الصورة الاكبر و اساسيات الصناعات و بكرة رايح فين.
الأسواق العالمية زي الخريطة اللي بتكشف لك رؤية اكبر وملامح بكرة. بتشوف الصورة كاملة: مين بيكبر؟ مين بينزل؟ وليه؟ هل ده نتيجة موضة جديدة بتتولد؟ ولا ذوق عام بيحتضر؟ في بعض الصناعات، الموجة بتاخد سنين عشان توصل للسوق اللي انت بتستهدفه، وده وقت ذهبي لأي صاحب مشروع إنه يستعد قبل ما الموجة توصله وتاخده من غير استعداد.
شوف مثلًا اللي حصل في المنتجات السكرية. العالم برا بدأ يصحى، بقوا بيبعدوا عن كل حاجة محمّلة بسكريات، لدرجة ان البرلمانات بدأت تشرع لضرائب على السكر مش بس في الغرب حتى في دول في المنطقة زي المملكة العربية السعودية، الرسالة واضحة: دي موجة جاية، ومحتاج تبدأ تغير خططك. واللي هيبدأ يغيّر منتجه ويهيّئ حملاته من دلوقتي، هيكون سابق بخطوة لما التغيير يوصل فعليًا.
لكن الموضوع مش بس في فهم الأذواق، ده كمان باب كبير لفرص التصدير. لما تفهم مين محتاج إيه، وفين، تعرف تروح له بإيه وإمتى. وتقدر كمان تشوف هناك إزاي بيغلفوا المنتج؟ إزاي بيقدموا الخدمة؟ إزاي بيوصلوا للعميل؟ كل تفصيلة هناك ممكن تلهمك بخطوة هنا.
والتكنولوجيا؟ دي بقت لاعب أساسي. تختار تشتغل يدوي؟ ولا نص آلي؟ ولا تدخل على خطوط الية كاملة؟ قرار زي ده يغيّر شكل شركتك. بس لو بصيت على اللي بيحصل في مصانع العالم ، هتعرف تختار اللي يناسبك مش تقليدًا، لكن بانك تدرس النماذج و كل سلاسل امدادها و طرق تصنيعها و تحط ده في معلومات دعم اتخاذ قرارك.
ومين قال إننا لازم نتعلم من الصفر؟ العالم مليان دروس، دراسات و حالات، تجارب، بعضها ناجح وبعضها فاشل، نفس اليي بيحصل في دراسة بحثية بنشوف اللي قبلنا وصلوا لايه و نكمل وده منطق كل الناجحين.
بس ده كله ملهوش معنى لو الفريق جوه الشركة مش شايف الصورة مع بعض. لازم يبقى في اتفاق على الاتجاه، فهم مشترك، علشان تبقى الاستراتيجية واحدة، والقرارات نابعة من وعي مش من رد فعل.
في الآخر، متابعة السوق العالمي مش رفاهية ، دي وسيلة حقيقية و اساسية لبدأ فهم مشترك عن احنا داخلين على صناعة شكلها ايه، و اول شرارة للتميز. اللي يركز بس على محيطه الصغير، ومايبصش على المدى البعيد، بيعرض نفسه لخشارة فرص كبيرة و بيقرر انه يتعلم بتكلفة اعلى. السوق أصبح عالم واحد، والمنافسة بقت في كل مكان. واللي عايز يعيش بكرة، لازم يفتح عينه عليه من النهاردة.