- By food-experts
- October 19, 2025
- No Comments
بن شاهين و ما تبقى من الشغف
بن شاهين و ما تبقى من الشغف
أحمد سمير رجب – خبير تسويق غذائي، مؤسس ومدير شركة فوود اكسبرتس
الشهر ده، كنا حاضرين معرض الأغذية والمشروبات بالرياض بالمملكة العربية السعودية.
معرض بيتطور، وقريب هيبقى من المعارض المهمة بالمنطقة،
بس اللي شدّنا كان في قاعة كاملة للقهوة بفاعليات كتيرليه القهوة واخدة القاعة دي كلها؟
وإزاي بقت كده؟
ليه الصناعة دي بالتحديد لسه الناس بتعيشها بالتفاصيل و التنوع ده؟
الإجابة المرة دي مش في الارقام و حجمها و تداولها العالمي بس.
الإجابة في التفاصيل… (في الرشفات و الوصفات و الحب العجيبي) … وفي اللي بيحصل جواك و براك و انطباعاتك وأنت بتشرب. و كمان و انت متشاف و انت بتشرب.

القهوة… فعل مضارع مستمرالقهوة مش لحظة و بتخلص.
دي تفكير فيها من و هي بتتزرع و فين و على ارتفاع قد ايه من سطح البحر وطحن و نوع و مكنة و ضغط و حرارة و نسبة ماية و طعم و اللي بعد الطعم و اللي فاضل من الطعم و ارجع تاني من الاول وعيد الرحلة.
اللي بيحب القهوة بيفكر فيها على طول بجد القهوة حوار ” مش حوار يعني موضوع ” لا بجد حوار بينك وبين نفسك وبينك وبينها او بينك و بين اللي جمعتهم القهوة.
فهي بجد لغة تواصل.
ولغة القهوة مش سهلة…
يا تسمعها كلها… يا تفوّت المعنى.
زي المزيكا انواع كتير و مافيهاش حل وسط يا بتتلعب حلو يا اما نشاز.
بن شاهين… شغف السنين
اتوفقنا و استمتعنا اننا اشتغلنا على مشروع مع “بن شاهين” لمدة سنتين.
مش مجرد شركة قهوة،
لكن مؤسسة بتفكر…
في الناس، في المجتمعات، في الثقافات.
كل جلسة مع د. أحمد شاهين،
تبدأ من حباية قهوة،
وتوصل للحصاد، والتاريخ، والنفسية، والمزاج.
راجل عايش القهوة… مش بيبيعها.
بجد ودون مبالغة القهوة جعلت منه فيلسوف حقيقي و لن انسى المحرك الرئيسي في المشروع عالية رُحَيم اللي روحها و اسلوبها في الشغل برازيلي جداً لعب مفتوح فيه مهارة وشكله سهل لكن هو مليان نضج و خبرة.
وفهمنا إنهم ماشيين على قناعة راسخة:
“لكل مزاج وصفة… ولكل وصفة مزاج. عشان كدة عندهم اكواد لاكتر من 80 الف عميل بيخلطوله وصفته لانهم بجد بيفصلوها لكل مزاج فكانوا بجد مزاج متفصل.

كالعادة نزلنا الشارع… قابلنا المزاج و اتكلمنا معاه ما اعتمدناش على بيانات وتقاريربس، ده بالنسبة للمشروع كان نقطة البداية لكن نزلنا، وقابلنا، وسمعنا.
دخلنا الكافيهات والبيوت،
وسألنا اللي بيحب القهوة، اللي بيشربها سادة، واللي بيزود حاجة، و اللي بيجرب كل حاجة.
كل واحد عنده قصة… وكل قصة فيها مزاج.
و لانه المشروع لسة في مراحله السرية فمش قادر اصرح عن الخطوة اللي جاية لكن هيفاجيء الجميع و نسأل الله انه يكتب له التوفيق و النجاح.
Specialty Coffee… كلام منطقي

في مشروعنا، قابلنا ناس كتير من اللي بيتكلموا عن الـ specialty coffee.
لكن المفاجأة؟
حتى عالميًا، مش الكل فاهم معناها.
هي ببساطة:
قهوة متقنة.
وبيتم تقييمها بأسلوب دقيق اسمه Cupping.
بيشوف القهوة من أكتر من زاوية:
الشكل، الرائحة، الطعم و تقييمات معمليه بعد مجموعة فحوصات ظاهرية و معملية ولو عدّت ٨ من ١٠…
ساعتها ممكن نعتبرها Specialty Coffee.
ومن هنا ظهرت فكرة المصدر الواحد و الـ Nano Lots تشغيلات صغيرة جدًا من مزارع بعينها مش بس من دولة بعينها.
كل دفعة فيها قصة، ومصدر واحد، ومزاج واحد.
وده اللي بيدور عليه المستهلك الجديد…
مش جودة وبس…
مزاج استثنائي.

تلاقي الإرادتين
الصناعة عايزة تكمل.
تطوّر وتحافظ على ربحيتها.
والمستهلك عايز يلاقي نفسه.
عايز حاجة ليه هو… مش نسخة مكررة. و باعلى جودة
وهنا…
تلاقت إرادة الطرفان.
صاحب الصناعة، وصاحب المزاج.
اللي بيزرع، واللي بيشرب.
اللي بيفكّر، واللي بيحسّ.
حاجة كدة دون دخول في تفاصيل تخليك توقن ان القهوة دخلت في طور صناعة الخمور و هتعديه مع الوقت.
في الختام…
دي صناعة مليانة تفاصيل.
ما تتلمش في مقال واحد و لا كمان من مصدر معلومات واحد
لكن… هي فيها شيء بيقل كل يوم في صناعات تانية
وهو استمرارية الشغف و المتعة في كل خطوة.